انتظر اللبنانيون أكثر من تسع سنوات ليعيدوا تجربة الإنتخابات النيابية جراء التمديد للمجلس النيابي الذي تكرّر في السنوات الماضية، وقد حملت معها النتائج مفاجآت كبيرة لم تكن بالحسبان حتى في ظلّ القانون النسبي.
"هناك مجموعة خلاصات قدمها القانون النسبي وقد ترك بصمته على العملية الانتخابية، علماً أن حاصل المشاركة بالانتخابات لم يكن بحجم حاصل القانون الانتخابي ما يعني أن نسب المشاركة لم تكن مرتفعة". هذا ما يؤكده الكاتب والمحلل السياسي وسيم بزي، لافتاً عبر "النشرة" الى أن "الظاهرة الاهمّ في النتائج كانت بفوز الثنائي الشيعي "حزب الله" وحركة "أمل" بثلاثين مقعداً ومع التحالفات المباشرة يصل مجموع الكتلة الى 45 نائباً"، مشيراً الى أنه "بتحالف "حزب الله" مع "التيار الوطني الحر" يصبح لدى هؤلاء أكثرية نيابية واضحة".
يرى وسيم بزي أن "التيار الوطني الحر" أمّن وبالكتلة التي فاز بها الحدّ الادنى المطلوب لمساحته التمثيلية مع بعض الخسارات المفاجئة في بعض الدوائر، ولكن المسألة الاهم التي تقتدي دق ناقوس الخطر بالنسبة "للتيار" هو الإنتصار الذي حقّقته "القوات اللبنانية" وتمكنت بإدارة عالية أن تحصل على 15 نائباً وهذا إنجاز لا يمكن المرور عليه مرور الكرام". هنا يشير الكاتب والمحلل السياسي خليل فليحان الى أن "التيار الوطني الحر" سيعيد ترميم العلاقة مع "القوات اللبنانية" نتيجة الكتلة التي حصدتها الاخيرة لا بل أكثر من ذلك حتى إن رئيس الحكومة سعد الحريري سيعيد فتح قنوات التواصل مع "القوات" وقد يلجأ حتى الى لقاء رئيس "القوات" سمير جعجع"، مضيفاً: "التيار والمستقبل سيسعيان الى التقرب من جعجع والاستعانة به من أجل الحصول على أكثرية نيابية".
"وتبقى إحدى أهمّ نتائج الانتخابات هي الضربة الكبرى التي وجهت للحريرية السياسية عبر خسارة قسم من المقاعد وفي دوائر مهمة، ففي صيدا ربح مقعداً، بيروت خمسة مقاعد، طرابلس استطاع أن يحافظ على على ثلاثة مقاعد سنية". وهنا يلفت وسيم بزي الى أن "عكار هي الوحيدة التي استطاعت أن تحافظ على قدر من الوفاء للحريري". من جهة أخرى رأى فليحان في كلام باسيل وجعجع عن دفع المال الانتخابي مفاجأة، مؤكدا أن "هناك علامة استفهام خصوصاً وأنه صدر عن رئيسي حزبين"، متسائلا "لماذا هذا الصمت لوزارة الداخلية والدولة رغم كلام باسيل وجعجع عن المال الانتخابي". بدوره وسيم بزي شدد على أن "رئيس الجمهورية العماد ميشال عون هو الرابح الاكبر من هذه الانتخابات النيابية وقد حصل "التيار الوطني الحر" على حصة وازنة فيها"، مؤكدا أن "استحقاق اجراء الانتخابات بقانون جديد واثبات "التيار" لحضوره رغم صعوبة القانون سيسجل بخانة الانجازات التي قام بها الرئيس عون في عهده".
في المحصلة طويت صفحة الانتخابات النيابية لتفتح صفحة جديدة عنوانها "تشكيل الحكومة" في ظلّ مشهد سياسي يختلف عن السابق، فهل ينجح الرئيس عون في تخطي كل العقبات ويؤلف الحكومة؟!.